لتلوث الاجتماعي لدى الشباب وانعكاساته على الأسرة دراسة ميدانية مطبقة على عينة من أرباب الأسر بمدينة طبرق ليبيا

المؤلفون

  • محمد شعيب محمد عقوب كلية الآداب جامعة طبرق المؤلف

الملخص

يشهد العالم اليوم العديد من المتغيرات ذات الصلة بموجات العولمة التي لها عميق التأثير في حياة المجتمعات عبر موجات التطور التكنولوجي ومنظومة المعلومات وتطور نظم شبكات التواصل الاجتماعي وكسر الحدود بين الدول واختراق الثقافة الغربية لحياة الشعوب العربية وشغف الشباب الدائم بكل ما هو جديد من ثقافات تفرز سلوكيات جديدة وغربية في تعاملات الشباب العربي وتفاعلاته اليومية وتوجه نحو التخلي عن القيم العربية الأصيلة والتقاط قيم وثقافة مغايرة المسار التاريخ الثقافي العربي، حيث بات التغير أمراً حتميا في حياة المجتمعات وهذا التغير يتضمن الكثير والكثير، فقد أصبح التغير يطرق كل مجالات الحياة سواء داخل الاسرة او في مجالات العمل المختلفة، وهذا ما جعل العديد من الشباب يرفض قيم وثقافة مجتمعه ويسعى نحو إكساب قيم وثقافة مغايرة وجديدة ينبثق عنها سلوكيات وتصرفات وتفاعلات وردود فعل جديدة على حياة المجتمع العربي، و مع ضعف نظم وسائط الضبط الاجتماعي في المجتمع العربي، كل هذا أدى إلى إطلاق مصطلح التلوث الاجتماعي على مظاهر الحياة المغايرة لشباب اليوم داخل المجتمع العربي ولهذا سعت الدراسة الراهنة إلى البحث في مظاهر التلوث الاجتماعي لدى الشباب من خلال رصد آراء أرباب الأسر الليبية بمدينة طبرق حول خطورة التلوث الاجتماعي ومظاهره، أيضا فما العوامل التي ساهمت في انتشار التلوث الاجتماعي بين الشباب والعوامل الداعمة له، ولذا سعت الدراسة إلى رصد الأسباب المهيئة لانتشار التلوث الاجتماعي والآثار المترتبة على انتشار التلوث الاجتماعي بين الشباب، كذلك البحث في الآليات التي من شأنها مواجهة مشكلة التلوث الاجتماعي بين الشباب وفى إطار هذا تعد تلك الدراسة من الدراسات الوصفية التي اعتمدت على المسح الاجتماعي بطريقة العينة، وقد استعانت الدراسة الراهنة بأداة الاستبيان التي تم تصميمها من قبل الباحث، وقد طبقت استمارة الاستبيان على عينة عشوائية من أرباب الأسر بمدينة طبرق، ولقد أظهرت النتائج إن غالبية أرباب الأسر بعينة الدراسة تؤكد خطورة انتشار التلوث الاجتماعي على حياة الاسرة بصفة عامة والشباب بصفة خاصة، وأظهرت النتائج أن هناك مجموعة من العوامل التي ساعدت على انتشار التلوث مثل العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وأوضحت النتائج أيضا أن العولمة والاتصال الثقافي بين الشعوب المختلفة ادى الى حدوث اصطدام بين القيم الأصيلة والقيم الوافدة من الخارج كذلك انتشار المعتقدات اللاعقلانية بين الشباب، وأوضحت النتائج أن للتلوث الاجتماعي العديد من الآثار والتداعيات السلبية على المجتمع والأسرة والشباب، مثل انتشار المعتقدات اللاعقلانية بين الشباب وضعف البنية الاجتماعية، ولذلك أوصت الدراسة بضرورة تفعيل برامج التوعوية الموجهة للشباب وتجديد الخطاب الديني وتنمية فكر الشباب في إطار المفاهيم المعاصرة وتفسير آليات التطور التكنولوجي واهمية التوظيف الإيجابي لأساليب استخدامها، وتفعيل دور المؤسسات الاعلامية والتعليمية ولعب أدوارا جديدة يمكن ان تتواكب مع السياق الفكري للشباب والوصول الى مستوى من الأخذ والعطاء وإرساء قواعد الفهم الصحيح للمتغيرات المعاصرة.

التنزيلات

منشور

2023-07-01

كيفية الاقتباس

لتلوث الاجتماعي لدى الشباب وانعكاساته على الأسرة دراسة ميدانية مطبقة على عينة من أرباب الأسر بمدينة طبرق ليبيا. (2023). مجلة جامعة الزيتونة , 12(46), 285-330. https://azzujournal.com/index.php/azujournal/article/view/189