رِبَا الجَاهِليّةِ..نظرةٌ بإِمْعان

المؤلفون

  • شوان سعيد محمد شفيق جامعة صباح الدين زعيم / إسطنبول المؤلف

الملخص

ركّزَ المقالُ في بحثِه على مَفهوم رِبا الجاهِليّة في القرآن الكريم، وكما فَهمَه الصّحابةُ والتَّابِعون وتَعَاطَوا معه، وما طرأَ عليه من تَغيِيرات عِبرَ الزّمن..وخَلُصَ المقال إلى أنَّ مَفهُومَ ربا الجاهلية في عهدِ الرِّسالة كانَ يَعني: عمليةُ مُداينةٍ، حصلَتْ نتيجةَ قَرضٍ أو بيعٍ آجِلٍ، تَعسَّرَ على الْمَدِينِ التّسديدُ، ولَم يُنْظِرْه الدَّائِنُ حتّى إضْطرَّ الْمَدينُ إلى دفعِ زيادَةٍ لقاء الأجَلِ..هذه هي الصّورةُ الحقيقيةُ لرِبا الجاهِليّةِ التي شخَّصتْها الآثارُ، والّتي تشتمل على عَقدَينِ مُتلازِمَين، عقدُ مُداينَةٍ على شكلِ قَرْضٍ أو بيعٍ بالآجِل ،وعقدُ تأجِيلٍ لهذا الدَّينِ..هكذا عرضَهُ الشَّارِعُ في السّياق القرآني، وهكذا يجب التَّعَاطي معه، وأيُّ تَعاطٍ آخرَ، كفصلِ العَقدَين؛ إهمالُ الأوَّل وحَصْرُ الثَّاني في صُورة عَقدِ دَينٍ مُستَقلٍّ، يُعتبَرُ حُيودًا عن مَقصَدِ الشَّارِع في عِلَّةِ تَحريمِه. ويُمكِنُ تَصوُّرُ رِبا الجاهِليّة بالْمَفهُوم الاقتصَادِيِّ الْمُعاصِرِ على أنَّهُ:"جدولةُ الدَّينِ". وخَلُصَ كذلك إلى أنَّه لا عَلاقة لرِبا الجاهِليّة بِرِبا النَّسِيئة ..والإصرارُ على جَعلِ رِبا الجاهِليّة رِبا نَسِيئَةٍ، إنَّما هو تَحريفٌ كبيرٌ في الْمَفهومَين ، وحُيودٌ صريحٌ عن مَدلولاتِهما الشّرعيّة التي وَضعَها الشّارِعُ. وخلُصَ أيضاً إلى أنَّ عِلَّةَ تحريمِ رِبا الجاهِليّة هي عدمُ التَّوازنِ في عقدِ جَدوَلةِ الدَّينِ الّذي هو عقدُ إذعَانٍ، بين طرفٍ دائنٍ قوي وطرفٍ مَدينٍ مُعْسِرٍ ضعيفٍ، إضافةً إلى أنّ الزِّيادةَ الناشِئةَ عن هذا العقدِ، لم تَتولَّدْ من نشاطٍ اقتصادي يَستفيدُ منه الْمَدينُ في مُقابلِ الزِّيادةِ المطلوبَةِ، ناهيكَ عن أنّه يُثقلُ كاهِلَهُ، ويُؤدِّي إلى آثارٍ اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ سيئةٍ لديه، وبالتّالي فهو عقدٌ فاسدٌ، نَهى عنه الشَّارعُ .

التنزيلات

منشور

2025-06-04

كيفية الاقتباس

رِبَا الجَاهِليّةِ..نظرةٌ بإِمْعان. (2025). مجلة جامعة الزيتونة , 10(37), 28-43. https://azzujournal.com/index.php/azujournal/article/view/23