موقف أهالي ترهونة من الحكم العثماني ( 1551-1711م)
الملخص
العثمانيون في بداية تواجدهم في ولاية طرابلس الغرب قوبلوا بشيء من الترحيب لاسيما في مرحلة ما قبل السيطرة على طرابلس ، أذ شعر سكان طرابلس أن العثمانيين قد أنقدوهم من فرسان مالطا الصليبيين ) لكن هذا الترحيب لم يدم طويلا بعد ان تحول العثمانيون من منقذين ومحررين الي مسيطرين ، وأنهم جاءوه ليسيطروا على مقاليد الأمور السياسية والاقتصادية في البلاد ، لذلك قامت الانتفاضات والثورات ضدهم من قبل السكان ، وكانت السياسة العثمانية تهدف الي جعل الولاية مصدرا مهما لتمويل العمليات العسكرية العثمانية ، وتمويل الدخل العثماني ، وتمويل حكومة الولاية نفسها ، فقاموا بفرض ضرائب متعددة كانت تثقل كاهل السكان بالإضافة الي سوء معاملة الأهالي في جبايتها ، مما ترتب عليه رد فعل الأهالي من حين الي اخر ، وصلت الى حد المواجهة المسلحة ضد الوجود العثماني في المنطقة الغربية ، وتم التركيز على منطقة ترهونة وموقفها من السلطة الحاكمة في هذه الدراسة ، كنموذج على المنطقة الغربية ، فقد ساءت العلاقات السياسية بين العثمانيين وقبائل ترهونة خلال تلك الفترة الممتدة من (1551-1711م) او ما عرف بالعهد العثماني الأول ( الحكم المباشر) واستمرت بين مد وجزر حتى بداية القرن الثامن عشر الميلادي عندما هيأت الأوضاع الداخلية المضطربة في الولاية الى قيام الاسرة القرمانلية.